الجمعة، مايو 18، 2012

جيل الصورة بين الثقافة البصرية وقوة الصورة وعصر الصورة


تحدّث علماءُ النّفسِ في الغربِ عن مصطلحاتٍ جديدةٍ أخذت تقرعُ آذاننا في الآونة الأخيرة من أهمها: مصطلح الثقافة البصرية Visual culture، مصطلح قوة الصورة The power of the image، مصطلح عصر الصورة Image Age. كل هذه المصطلحات تؤكّد على حقيقة كبيرة لا تحتمل الجدل: هي مركزية الصورة الحديثة في حياة المجتمعات المعاصرة، (وخاصة المجتمعات الغربية). وفي الظن، أن المجتمعات العربية الحديثة هي مجتمعات تسيطر عليها الصورة البصرية، وحيث تُصبح هذه الصورة هي المحور والبؤرة والمركز.
ويؤكد بعض علماء النفس على قدرة الصورة في اختراق أعماق النفس البشرية: سلبًا، أو إيجابًا.
ومن الواضح، أن الصورة قد احتلّت موقعًا بارزًا، في الحضارات القديمة. وها هي الصورة الآن تعود من جديد مع تقنيات الإعلام الرقمي بصدد التأثير على وعي الجماهير، وعلى قيادة هذه الجماهير وتوجيهها إلى المسارات المطلوبة.
ويرى بعض العاملين في إعلامنا المحلي أنّ الصورة لها اليد العليا على الكلمة. ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى الخطوة الجريئة التي قام بها الشيخ سلمان العودة في يوتيوب من خلال ظهوره ببرنامج "وسم" كل أسبوعين. كما سبقه عدد من الشباب السعودي ببرامج جريئة مؤثرة.
وهناك أيضًا شغفٌ لا يخفى على أحدٍ لشراء الكاميرات الرقمية بأسعارٍ عالية من قِبل أفراد الجيل الجديد (ذكورًا وإناثًا) في مجتمعنا الذين أخذتهم الصورة إلى آفاقٍ بعيدةٍ.
وكل هذا يقودنا إلى نقطة أساسية هي الصلة الوثيقة بين الحياة التي نعيشها من جهة، وبين الصورة من جهة أخرى. ومن الواضح أن الواقع الحديث بكل تعقيداته قد تم اختزاله عبر الصورة، عبر الفيلم والفيديو، قرونًا بأكملها تم تجميدها في صورة. وبهذا أصبحت الصورة واقعًا، وأصبح الواقع صورةً.
وليد الحارثي منشورة يوم  الأربعاء 16/05/2012 
 نقلا عن  : صحيفة المدينة