الاثنين، ديسمبر 24، 2012

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد: يسعدني في هذا الصباح المبارك أن أتقدم بخالص الشكر والامتنان لسعادة الدكتور الفاضل/ حسين محمد عبدالباسط  على ماقدم من جهد لإخوانه في دبلوم مصادر التعلم خلال فترات التدريب التي تلقيناها فشكر لمن علمنا وشكرا لمن وجهنا وأسأل الله لنا وله دوام التوفيق  في الدنيا والآخرة.

دورة تنفيذ دراسة الدرس في تحقيق التنمية المهنية للمعلمين


         توجد ثمانية مراحل أساسية لاستخدام دراسة الدرس في تدريب طلاب كلية التربية والمعلمين على تحقيق التنمية هي كما بالشكل التالي :
المرحلة الأول : التعرف:
ويتم فيها جمع المعلمين الذين سيتم عليهم تطبيق دراسة الدرس، على أن يكونوا جميعاً في نفس التخصص، ثم التعرف على دراسة الدرس من حيث: نشأتها وتعريفها وتحديد مميزات وفرص استخدامها ، وخطوات وأشكال استخدامها في تحقيق التنمية المهنية للمعلمين، والتعرف على الأهداف المراد تحقيقها.
المرحلة الثانية : تشكيل فريق دراسة الدرس:
وفيها يتم تقسيم المعلمين إلى فرق عمل قوام كل فريق من (5 - 6) معلم ، وعلى أن يتضمن كل فريق : قائد – ومراقب للوقت – وميسر للجلسات التى تتم بين أفراد الفريق – ومسجل للمناقشات ، ويفضل الاستعانة بخبير أكاديمي في تدريس مادة التخصص بكلية التربية أو كلية الآداب.
 المرحلة الثالثة : تخطيط الدرس وتوقع سيناريوهات تنفيذه:
وفيها يتم قيام كل فريق بالتعاون فيما بينهم في اختيار أحد الدروس، ووضع خطة لتنفيذه وفق أحد أشكال تخطيط الدروس الحديثة، والاشتراك معا في دراسة خصائص واحتياجات التلاميذ الذين سيعرض عليهم الدرس، وتوقع الأخطاء المحتملة في تنفيذ الدرس، ووضح حلول للتغلب على هذه الأخطاء .
المرحلة الرابعة : تنفيذ وتوثيق تجربة الدرس:
وفيها يتم اختيار إحدى الفصول الدراسية بإمكاناتها المعتادة وذلك ليكون المكان الذي سيتم فيه تنفيذ الدرس ،مع التأكيد على بقاء توزيع الأدوار بين أفراد فريق العمل وذلك في أدوار: قائد ـــ مراقب للوقت ـــ ميسر للجلسات ـــ المسجل. و حضور خبير أكاديمي في تدريس مادة التخصص بكلية التربية أو كلية الآداب وأحيانا دعوة معلمين من خارج فريق العمل يُمكن دعوتهم لحضور جلسة تنفيذ الدرس، والتقاط الصور والملاحظات التي توثق الدرس من حيث استجابات المعلم، وردود فعل التلاميذ عن الدرس، والتوصل لبعض الاستنتاجات عن تجربة تنفيذ الدرس.
المرحلة الخامسة : تحليل وتأمل تجربة الدرس:
 من أكثر المراحل تميزاً، وتُعقد هذه المرحلة بعد الانتهاء من الدرس مباشرة وفيها يخرج التلاميذ من الفصل ويعاد ترتيب القاعة والجلوس فيها على شكل مربع، وفيها يقوم المعلم القائم بتنفيذ الدرس برئاسة الجلسة، مع اختيار ميسر للجلسة، وكاتب للملاحظات، ومعلق ختامي، ويكون الميسر من أكثر المشاركين خبرة في دراسة الدرس، ويتحدد دوره في توجيه المناقشة نحو هدفها المحدد وتقويم الأداء، ويحرص المسجل على تدوين ملخص للمناقشات .
المرحلة السادسة : تكرار تنفيذ وتوثيق تجربة الدرس:
وفيها يتم تكرار جميع إجراءات الخطوة الرابعة، بشرط اختيار فصل مغاير للفصل الذي تم فيه تنفيذ التجربة في المرة الأولى.     
المرحلة السابعة : الوصول للصورة النموذجية للدرس:
وفيها يتم تنقيح الدرس وتطويره وفق ما يتم تأمله وتحليله وملاحظته واستنتاجه في كل الخطوات السابقة عن أداء المعلم واستجابات التلاميذ للدرس، والوصول إلى الصورة النموذجية للدرس.
المرحلة الثامنة : نشر تجربة الدرس:
وفيها يتم إعداد تقرير شامل عن تجربة الدرس مدعم بالصور ولقطات الفيديو ونشره وتبادله مع المهتمين والقائمين على التدريس في ذات التخصص والتخصصات الأخرى بغرض الاستفادة من إجراءات تخطيط وتنفيذ وتقويم تجربة الدرس.  

الخميس، نوفمبر 01، 2012

طريقة ومقياس تفضيلات التعلم لدى التلاميذ في فصول التعليم المتمايز


توجد أربعة أنماط أو تفضيلات للتعلم وفق هذا التشخيص هي : البصري ـــــ السمعي ـــــــ الحركي ــــــ الانفرادي:

1 ـــــ المتعلمون البصريون: يحبون رؤية الأشياء على السبورة، لديهم رسوم وصور وملصقات على جدران الفصل، يفضلون استخدام الوسائل التعليمية، ويحبون تسجيل الكثير من الملاحظات أثناء التعلم، يحبون رؤية الأشياء بألوانها، في الغالب سيكون لهم باع في عمل العروض الجيدة.

 2 ـــــ المتعلمون السمعيون: يحبون الكثير من التعليمات الشفهية، ولديهم مهارات استماع جيدة خلال الدرس، ويحبون المسجل التعليمي، وسيبدون اهتماما ملحوظا في الإصغاء لآراء الزملاء الآخرين.

3 ـــــ المتعلمون الحركيون: يحبون التحرك نحو الأنشطة، ويحبون الأنشطة الجماعية، ويحبون التوجه إلى مقدمة الصف لعرض ما تعلموه .

 4 ـــــ المتعلمون الانفراديون:  يحبون العمل انفراديا، ومحاولة تجربة الأشياء لأنفسهم، وتدوين أشياء في نهاية الدرس لممارسة أفكار جديدة حولها، وسوف يكتبون أشياء عدة مرات لتعزيز تعلمهم .   


 وهذا ليس معناه أن الطالب يفضل نمطا واحد فقط في التعلم ، وإنما يوجد تدرج في تفضيلات التعلم لكل طالب، بمعنى يفضل أن الطالب يُفضل نمطاً أكثر من الأخر ... فمثلا الطالب (زيد) يفضل التعلم الانفرادي أكثر من السمعي ، ويفضل السمعي عن الحركي ، ويفضل الحركي عن البصري ...
لذا على المعلم أن يقيس هذه التفضيلات ونسبة كل منها عند كل طالب، وبالتالي تقسيم وتوزيع الطلاب على المهام والأنشطة يكون وفق نسب هذه التفضيلات، بمعنى أنه من الممكن أن يشترك الطالب( ماجد) مع مجموعة البصري في أحد الأنشطة ، ونفس الطالب (ماجد) يشترك مع مجموعة الحركي إذا كان هذا من ضمن تفضيلاته في التعلم ....
وإليكم طريقة يمكن للمعلم بها قياس نسب تفضيلات التعلم عند كل طالب كما في المقياس التالي:

ثم ترجم درجات الطلاب في الجدول السابق إلى الحروف: (ص) =بصري. (س) =سمعي. (ح) =حركي. (ف) = إنفرادي، ثم م سجل تفضيلات كل طالب لأنشطة الدرس في السجل التالي : 


إعداد 
د. حسين محمد احمد عبد الباسط 
كلية التربية بقنا - جامعة جنوب الوادي

الثلاثاء، أكتوبر 30، 2012

تمايز المهام بين التلاميذ في الفصل بناء على انماط تعلمهم


من المناسب في المواقف التعليمية قيام المعلم بقياس أنماط التعلم ( والتي تسمى تفضيلات التعلم) بين التلاميذ من حيث ( بصري ـــ سمعي ـــ حركي ـــ إنفرادي ) ... 

أو تحديد أكثر الأنماط تفضيلا لدى كل تلميذ، اوإعطاء الفرصة والحرية لكل تلميذ بأن يتوجه إلى نمط التعلم الذي يفضله .
ومن ثم أعداد مواد تعليمية تتناسب مع الأنماط أو التفضيلات الأربعة ، ثم تقسيم حسب تفضيلاتهم ،مع اتاحة الفرصة لكل منهم للانتقال من نمط تعلم إلى أخر إذا كان هذا من ضمن تفضيلاته ... 
المهام التي يجب على المعلم القيام بها قبل بدء الحصة:
(1) تجهيز مواد تعليمية وأنشطة وأماكن لأربع أنماط عمل، تتوافق مع الأنماط الأربعة للتعلم، ويوزعها على الأركان الأربعة للفصل، وهي كما يلي:
1     أ ــــــ الركن الأول (ركن العمل البصري): يحبون الجلوس أمام السبورة وقراءة ما يعرض عليها وما يوزعه عليهم المعلم، ويحبون تسجيل الكثير من الملاحظات أثناء التعلم، ويحبون رؤية الأشياء بألوانها.
      ب ــــــ  الركن الثاني (ركن العمل الانفرادي): طاولات أمام كل منها كرسي واحد، يحبون العمل انفراديا، ومحاولة تجربة الأشياء بأنفسهم، وتدوين أشياء في نهاية الدرس لممارسة أفكار جديدة حولها، ويكتبون الأشياء عدة مرات لتعزيز تعلمهم.
    ج ــــــ   الركن الثالث(ركن العمل السمعي) : طاولات أمام كل منها عدد كرسيان فقط، يحبون العمل في ثنائيات، يحبون الكثير من التعليمات الشفهية، ولديهم مهارات استماع جيدة خلال الدرس، ويحبون المسجل التعليمي، ويبدون اهتماما ملحوظا في الإصغاء لآراء الزملاء الآخرين.
     د ــــــ   الركن الرابع(ركن العمل الحركي): طاولات أمام كل منها من 3 إلى 4 كراسي، يحبون العمل في مجموعات، يحبون التحرك نحو الأنشطة، ويحبون الأنشطة الجماعية، ويحبون التوجه إلى مقدمة الصف لعرض ما تعلموه.
(2)  أن يشرح لجميع التلاميذ في الفصل المهام والأنشطة المطلوب القيام بها في كل ركن من الأركان الأربعة، وطريقة تقييم عمل كل منها. 
(3)  أن يشرح للتلاميذ بأن كل واحد منهم عليه اختيار ركن الفصل الذي يحوي نمط العمل الذي يفضل أن يعمل فيه، والبعد عن الركن الذي لا يفضل العمل فيه.  
(4)  سيختار التلاميذ النمط المفضل لهم، من خلال التحرك إلى الركن المناسب في الفصل.
(5)  قد تظهر بعض الحالات التي يكون فيها أحد أو بعض التلاميذ غير متأكدين  من  كيفية اختيار الأسلوب المفضل لهم، وربما يتأثرون باختيارات زملائهم. لكن عليك تشجيعهم على الاستقلالية في التفكير والاختيار.
(6)    أن يسجل بيان بأسماء التلاميذ المنتمين لكل ركن، وكتابة فوق كل قائمة نمط التعلم المفضل لهم.

ويتم توزيع المهام حسب أنماط تعلم كل منها في الأركان الأربعة للفصل ، وذلك كما بالشكل التالي

إعداد
د. حسين محمد احمد عبد الباسط
كلية التربية بقنا ــ جامعة جنوب الوادي

الاثنين، يونيو 04، 2012

الديمقراطية أساس التعليم


بقلم شيخ التربويين : الأستاذ الدكتور حامد عمار
نقلا عن جريد الاهرام : http://www.ahram.org.eg/Issues-Views/News/153417.aspx
في كثير من الحالات يجري الحديث بين عمالقة التربية في قضية اعتبار التعليم أساس الديمقراطية‏.‏ ومن خلاله يتم إنجاز عمليات التنمية الشاملة واحتياجاتها البشرية‏.‏ 
ويتساءل المرء حول إشكالية مفادها أنه مادام للتعليم كل هذه الإمكانات فلماذا الشكوي المستمرة من سياساته ومؤسساته ومناهجه وعوائده الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.
وللإجابة السريعة عن هذا العجز عن بلوغ التعليم في تحقيق غاياته المنشودة, حين نتحدث عن تعليم بصورة مطلقة دون توصيف أو تحديد لنوعية التعليم المنشودة, وكأن للتعليم كيانا مستقلا. وهذا التعميم المطلق يتجاهل علاقته بالمنظومة السياسية الحاكمة لترتيب العلاقات ومضامينها وتوزيعها بين مختلف القوي والفئات المجتمعية. هذا فضلا عن أدوار تعليمية غير مباشرة سواء من مؤسسات الأسرة والإعلام والثقافة والمجتمع المدني. وجميعها مختلط ومتأثر كذلك بالتوجهات والضغوط الخارجية من تيارات العولمة وموجات الفكر والثقافات العالمية.
والمستعرض للعلاقة بين التعليم والنظام السياسي عبر التاريخ في العالم وفي مصر يدرك الدور الحقيقي في ارتباطه ومقاصده بالنسق السياسي العام وأيديولوجيته سواء في صورته القبلية أو الأوتوقراطية أو الدينية أو التسلطية أو في صورتها الديمقراطية والتشاركية والإنسانية. وباختصار قد يوظف السياق السياسي التعليم إما للحرية أو للقهر سواء من خلال مناهجه المعلنة أو الخفية, أو في تنمية قدرات المتعلم بين التفكير الناقد, وبين الحفظ والتلقين من خلال سلطة المعلم والأجواء الإدارية والتنظيمية لعملية التعليم وصورتها البيروقراطية. ولعله من المفيد هنا أن نقتبس رأي المفكر الفرنسي جورج سنادير الذي يري (استحالة وجود المدرسة وتعليمها في النظام الرأسمالي التي لا ترتبط بمصالح طبقة اجتماعية معينة, وتزعم أنها تخدم جميع الفئات الاجتماعية دون استثناء... إن هذه المدرسة ليست في نهاية الأمر سوي أكذوبة برجوازية, هدفها خداع الجماهير). ثم إن قوي الاستبداد والفساد كما تجلت في مصر خلال الأربعين سنة الماضية لم تقتصر علي أفاعيلها الظاهرة من مختلف صور القهر والعسف, بل لجأت كذلك إلي أفاعيل الدهاء والتزييف في سياسات التعليم ومشروعاته وقوانينه ومؤسسات (الجودة) في قبلة التعليم, لكن باطنها غدا سبيلا إلي (الحودة) عن الطريق الرشيد. وقد أدي طغيان ذلك التضليل في دعاوي التجديد ومشروعات الإصلاح ومؤتمراته إلي أن يستبطن الشعب وقياداته بمن فيهم كثير من التربويين قبول هذا التزييف وأصبحوا هم من عوائق التجديد والتغيير أو الاكتفاء بأسلوب حدائق الإنشاء في معالجة قضايا التعليم وسمومه.
ومع ثورة الشباب في الخامس والعشرين من يناير التي انفجرت في انطلاقة جبارة لتكثف كل ذلك الزيف ولتعلن القبلة المنشودة في ديمقراطية أعمدتها الحرية والعدالة والكرامة. ومن ثم تصبح القبلة الديمقراطية هي الأساس لكل ما يترتب عليها من تغيير أو تطوير أو تجديد في مؤسسات المجتمع ومن بينها التعليم- ليس لأي تعليم- وإنما لتعليم ديمقراطي. ومن هنا فإن أي مشروعات أو مستحدثات في جسم التعليم إنما ينبغي أن يحكم عليها الآن بمدي اتساقها أو تناقضها مع هذه القبلة الديمقراطية. ومن ثم يصبح شعارنا هو تعليم ديمقراطي وليس أي تعليم مرة أخري, يستند أولا وأخيرا علي قيم تأسيس مجتمع ديمقراطي, ومجتمع ديمقراطي يوفر الإمكانات التي تحقق أجواء تعليم ديمقراطي ينمي قيم الحرية والعدالة والكرامة ومجتمع المعرفة والعلم في تكوين ثروته البشرية.
وفي تركيزي علي أهمية استكمال الديمقراطية في مسيرة مجتمعنا اليوم وغدا أتذكر مقالا للمفكر الإسلامي الأمين الرصين أ. فهمي هويدي بعنوان (الديمقراطية قبل الشريعة, والاستقلال قبل الاثنين) وبهذا يضع الأولويات لدي مطلب بعض الجماعات الإسلامية حين يمثل تطبيق الشريعة أولويتها بينما يسبقها في رأية ضمانات تأسيس مقومات الديمقراطية. وفي سياق هذا المقال يصح لنا القول (الديمقراطية قبل التعليم وحرية القرار السياسي قبل الاثنين حتي لا يحول دونه أي قوي خارجية أجنبية.

الجمعة، مايو 18، 2012

جيل الصورة بين الثقافة البصرية وقوة الصورة وعصر الصورة


تحدّث علماءُ النّفسِ في الغربِ عن مصطلحاتٍ جديدةٍ أخذت تقرعُ آذاننا في الآونة الأخيرة من أهمها: مصطلح الثقافة البصرية Visual culture، مصطلح قوة الصورة The power of the image، مصطلح عصر الصورة Image Age. كل هذه المصطلحات تؤكّد على حقيقة كبيرة لا تحتمل الجدل: هي مركزية الصورة الحديثة في حياة المجتمعات المعاصرة، (وخاصة المجتمعات الغربية). وفي الظن، أن المجتمعات العربية الحديثة هي مجتمعات تسيطر عليها الصورة البصرية، وحيث تُصبح هذه الصورة هي المحور والبؤرة والمركز.
ويؤكد بعض علماء النفس على قدرة الصورة في اختراق أعماق النفس البشرية: سلبًا، أو إيجابًا.
ومن الواضح، أن الصورة قد احتلّت موقعًا بارزًا، في الحضارات القديمة. وها هي الصورة الآن تعود من جديد مع تقنيات الإعلام الرقمي بصدد التأثير على وعي الجماهير، وعلى قيادة هذه الجماهير وتوجيهها إلى المسارات المطلوبة.
ويرى بعض العاملين في إعلامنا المحلي أنّ الصورة لها اليد العليا على الكلمة. ويمكننا أن نشير في هذا الصدد إلى الخطوة الجريئة التي قام بها الشيخ سلمان العودة في يوتيوب من خلال ظهوره ببرنامج "وسم" كل أسبوعين. كما سبقه عدد من الشباب السعودي ببرامج جريئة مؤثرة.
وهناك أيضًا شغفٌ لا يخفى على أحدٍ لشراء الكاميرات الرقمية بأسعارٍ عالية من قِبل أفراد الجيل الجديد (ذكورًا وإناثًا) في مجتمعنا الذين أخذتهم الصورة إلى آفاقٍ بعيدةٍ.
وكل هذا يقودنا إلى نقطة أساسية هي الصلة الوثيقة بين الحياة التي نعيشها من جهة، وبين الصورة من جهة أخرى. ومن الواضح أن الواقع الحديث بكل تعقيداته قد تم اختزاله عبر الصورة، عبر الفيلم والفيديو، قرونًا بأكملها تم تجميدها في صورة. وبهذا أصبحت الصورة واقعًا، وأصبح الواقع صورةً.
وليد الحارثي منشورة يوم  الأربعاء 16/05/2012 
 نقلا عن  : صحيفة المدينة 


الأحد، فبراير 26، 2012

شكر وتقدير

حين نعيش فصول حياتنا ..بجميع تقلباتها ..فاننا نتوقف عند بعضها ونتجاوزها ببساطة و بعضهانحتاج لمن يقف الى جوارنا فيشد همتنا  ولا يبخل علينا بخبراته ومعلوماته00
ويعطي كل شئ من قلبه مؤمنا برسالته العلميه00
وهذا الشئ ينطبق عليك يا دكتور حسين لانك ما قصرت معنا ..وكلمة شكرا قليله في حقك يا غالي ...الف الف شكر لك وكل عام وانت بخير ...

الأحد، فبراير 19، 2012

قصيدة مؤثرة بعنوان : بك استجير


قصيدة : بك استجير
للشيخ إبراهيم علي بديوي  يرحمه الله
بصوت الشيخ عبد الواحد المغربي ...

لله في الآفاق آيات لعل *** أقلها هو ما إليه هداكا

ولعل ما في النفس آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناكا

والكون مشحون بأسرار إذا *** حاولت تفسيرا لها أعياكا                                               قل للطبيب تخطفه يد الردى *** من يا طبيب بطبه أرداك 
قل للمريض نجا وعوفي بعدما *** عجزت فنون الطب من عافاك 
قل للصحيح يموت لا من علة *** من في المنايا يا صحيح دهاك 
قل للبصير وكان يحذر حفرة *** فهوى بها من ذا الذي أهواك 
بل سائل الأعمى خطا بين الزحام *** بلا اصطدام من يقود خطاك 
قل للجنين يعيش معزولا بلا *** راع ومرعى ما الذي يرعاك
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء *** لدى الولادة ما الذي أبكاك 
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه *** فاسأله من الذي بالسموم حشاك 
واسأله كيف تعيش يا ثعبان *** أو تحيى وهذا السم يملأ فاك 
واسأل بطون النحل كيف تقاطرت *** شهدا وقل للشهد من حلاك 
بل سائل اللبن المصفى كان بين *** دم و فرث ما الذي صفاك 
وإذا رأيت الحي يخرج من حنايا *** ميت فاسأله يا حي من أحياك 
قل للنبات يجف بعد تعهد *** ورعاية من بالجفاف رماك 
وإذا رأيت النبت في الصحراء *** يربو وحده فقل له من أرباك 
وإذا رأيت البدر يسري ناشرا *** أنواره فاسأله من أسراك 
واسأل شعاع الشمس يدنو وهي *** أبعد كل شي ما الذي أدناك 
قل للمرير من الثمار من الذي *** بالمر من دون الثمار غذاك 
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى *** فاسأله يا نخل من شق نواك 
وإذا رأيت النار شب لهيبها *** فاسأل لهيب النار من أرواك 
وإذا ترى الجبل الأشم مناطحا *** قمم السحاب فسله من أرساك 
وإذا ترى صخر تفجر بالمياه *** فسله من بالماء شق صفاك 
وإذا رأيت النهر بالعذب الزلال *** سرى فسله من الذي أجراك 
وإذا رأيت البحر بالملح الأجاج *** طغى فسله من الذي أطغاك 
وإذا رأيت الليل يغشى داجيا *** فاسأله من يا ليل حاك دجاك 
وإذا رأيت الصبح يسفر ضاحيا *** فاسأله من يا صبح صاغ ضحاك 
ستجيب ما في الكون من آياته *** عجب عجاب لو ترى عيناك 
ربي لك الحمد العظيم لذاتك *** حمدا وليس لواحد إلاّك 
يا مدرك الأبصار والأبصار *** لا تدري له ولِكُنهه إدراك 
إن لم تكن عيني تراك فإنني *** في كل شيء أستبين علاك 
يا منبت الأزهار عاطرة الشذا *** ما خاب يوما من دعا ورجاك 
يا أيها الإنسان مهلا ما الذي *** بالله جل جلاله أغراك .




الثلاثاء، فبراير 07، 2012

المشاركة في مؤتمر جامعة طيبة وعرض بحث عن : استخدام المدونات الالكترونية في تحقيق النمو المهني والاتجاه نحو المدونات


شارك الدكتور حسين محمد أحمد عبد الباسط بالحضور في مؤتمر التعليم المستمر وتحديات المجتمع المعرفة المنعقد في جامعة طيبة بالمملكة العربية السعودية
في الفترة من 14-16/ 3 / 1433 هـ الموافق 6-8/ 2 / 2012
كما وافقت اللجنة المنظمة للمؤتمر على نشر البحث المقدم من سعادته وذلك في مجلة جامعة طيبة للعلوم التربوية العدد السادس المجلد الثالث، السنة السادسة 1433 ه / 2012 م ، وفيما يلي عرض تقديمي لبحث استخدام المدونات الالكترونية في تحقيق النمو المهني والاتجاه نحو المدونات ، والمنشور في  المجلة والمعروض في المؤتمر : 





 وهذه بعض الصور عن المشاركة في المؤتمر  





الاثنين، يناير 16، 2012

كتبهاعزمي عبدالله عمران ، في 18 ديسمبر 2011 الساعة: 15:57 م
بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله قلوبكم بكل خير
 
*&* كلام من ذهب *&*

كلام من ذهب

ما بعد الخمسين !
للشيخ علي الطنطاوي رحمه الله
نظرت في التقويم فوجدت أني أستكمل اليوم23 - جمادى الأولى 1379هـ- اثنتين وخمسين سنة قمرية، فوقفت ساعة أنظر فيها في يومي وأمسي، أنظر من أمام لأرى ما هي نهاية المطاف، وأنظر من وراء لأرى ماذا أفدت من هذا المسير.
وقفت كما يقف التاجر في آخر السنة ليجرد دفاتره ويحرر حسابه، وينظر ماذا ربح وماذا خسر. وقفت كما تقف القافلة التي جُنّ أهلوها وأخذهم السُّعَار، فانطلقوا يركضون لا يعرفون من أين جاؤوا ولا إلى أين يذهبون، ولا يهدؤون إلاّ إذا هدّهم التعب فسقطوا نائمين كالقتلى!
وكذلك نحن إذ نعدو على طريق الحياة؛ نستبق كالمجانين ولكن لا ندري علامَ نتسابق، نعمل أبداً من اللحظة التي نفتح فيها عيوننا في الصباح إلى أن يغلقها النعاس في المساء، نعمل كل شيء إلا أن نفكر في أنفسنا أو ننظر من أين جئنا وإلى أين المصير!
وجردت دفاتري، أرى ماذا طلبت وماذا أُعطيت.
* * *
طلبت المجد الأدبي وسعيت له سعيه، وأذهبت في المطالعة حِدّة بصري وملأت بها ساعات عمري، وصرّمت الليالي الطِّوال أقرأ وأطالع، حتى لقد قرأت وأنا طالب كتباً من أدباء اليوم مَن لم يفتحها مرة لينظر فيها! وما كان لي أستاذ يبصرني طريقي ويأخذ بيدي، وما كان من أساتذتي مَن هو صاحب أسلوب في الكتابة يأخذني باتّباع أسلوبه، ولا كان فيهم مَن له قدم في الخطابة وطريقة في الإلقاء يسلكني مسلكه ويذهب بي مذهبه( ) . وما يسميه القراء أسلوبي في الكتابة ويدعوه المستمعون طريقتي في الإلقاء شيء مَنَّ الله به عليّ لا أعرفه لنفسي، لا أعرف إلاّ أني أكتب حين أكتب وأتكلم حين أتكلم منطلقاً على سجيتي وطبعي، لا أتعمد في الكتابة إثبات كلمة دون كلمة ولا سلوك طريق دون طريق، ولا أتكلف في الإلقاء رنّةً في صوتي ولا تصنّعاً في مخارج حروفي.
وكنت أرجو أن أكون خطيباً يهز المنابر وكاتباً تمشي بآثاره البرد ، وكنت أحسب ذلك غاية المنى وأقصى المطالب، فلما نلته زهدت فيه وذهبت مني حلاوته، ولم أعد أجد فيه ما يُشتهى ويُتمنّى.وما المجد الأدبي؟ أهو أن يذكرك الناس في كل مكان وأن يتسابقوا إلى قراءة ما تكتب وسماع ما تذيع، وتتوارد عليك كتب الإعجاب وتقام لك حفلات التكريم؟ لقد رأيت ذلك كله، فهل تحبون أن أقول لكم ماذا رأيت فيه؟ رأيت سراباً… سراب خادع، قبض الريح!
وما أقول هذا مقالة أديب يبتغي الإغراب ويستثير الإعجاب، لا والله العظيم (أحلف لكم لتصدقوا) ما أقول إلاّ ما أشعر به. وأنا من ثلاثين سنة أعلو هذه المنابر وأحتل صدور المجلات والصحف، وأنا أكلم الناس في الإذاعة كل أسبوع مرة من سبع عشرة سنة إلى اليوم، ولطالما خطبت في الشام ومصر والعراق والحجاز والهند وأندونيسيا خطباً زلزلت القلوب، وكتبت مقالات كانت أحاديث الناس، ولطالما مرت أيام كان اسمي فيها على كل لسان في بلدي وفي كل بلد عشت فيه أو وصلت إليه مقالاتي، وسمعت تصفيق الإعجاب، وتلقيت خطب الثناء في حفلات التكريم، وقرأت في الكلام عني مقالات ورسائل، ودرَس أدبي ناقدون كبار ودُرّس ما قالوا في المدارس، وتُرجم كثير مما كتبت إلى أوسع لغتين انتشاراً في الدنيا: الإنكليزية والأردية، وإلى الفارسية والفرنسية… فما الذي بقى في يدي من ذلك كله؟ لا شيء. وإن لم يكتب لي الله على بعض هذا بعضَ الثواب أكُنْ قد خرجت صفر اليدين!
إني من سنين معتزل متفرد، تمر عليّ أسابيع وأسابيع لا أزور فيها ولا أزار، ولا أكاد أحدّث أحداً إلاّ حديث العمل في المحكمة أو حديث الأسرة في البيت. فماذا ينفعني وأنا في عزلتي إن كان في مراكش والهند وما بينهما مَن يتحدث عني ويمدحني، وماذا يضرني إن كان فيها من يذمني أو لم يكن فيها كلها مَن سمع باسمي؟
ولقد قرأت في المدح لي ما رفعني إلى مرتبة الخالدين، ومن القدح فيّ ما هبط بي إلى دركة الشياطين، وكُرِّمت تكريماً لا أستحقه وأُهملت حتى لقد دُعي إلى المؤتمرات الأدبية وإلى المجالس الأدبية الرسمية المبتدئون وما دُعيت منها إلى شيء، فألفت الحالين وتعوّدت الأمرين، وصرت لا يزدهيني ثناء ولا يهزّ السبُّ شعرةً واحدة في بدني.
أسقطت المجد الأدبي من الحساب لما رأيت أنه وهم وسراب.
* * *
وطلبت المناصب، ثم نظرت فإذا المناصب تكليف لا تشريف، وإذا هي مشقة وتعب لا لذّة وطرب، وإذا الموظف أسير مقيِّد بقيود الذهب، وإذا الجزع من عقوبة التقصير أكبر من الفرح بحلاوة السلطان، وإذا مرارة العزل أو الإعفاء من الولاية أكبر من حلاوة التولية. ورأيت أني مع ذلك كله قد اشتهيت في عمري وظيفة واحدة، سعيت لها وتحرّقت شوقاً إليها… هي أن أكون معلماً في المدرسة الأولية في قرية حرستا( ) وكان ذلك من أكثر من ثلاثين سنة، فلم أنلها فما اشتهيت بعدها غيرها.
وطلبت المال وحرصت على الغنى، ثم نظرت فوجدت في الناس أغنياء وهم أشقياء وفقراء وهم سعداء.
ووجدتني قد توفي أبي وأنا لا أزال في الثانوية، وترك أسرة كبيرة وديوناً كثيرة، فوفّى الله الدين وربى الولد وما أحوج إلى أحد، وجعل حياتنا وسطاً ما شكونا يوماً عوزاً ولا عجزنا عن الوصول إلى شيء نحتاج إليه، وما وجدنا يوماً تحت أيدينا مالاً مكنوزاً لا ندري ماذا نصنع به، فكان رزقنا والحمد لله كرزق الطير: تغدو خِماصاً وترجع بِطاناً.
فلم أعد أطلب من المال إلاّ ما يقوم به العيش ويقي الوجهَ ذلَّ الحاجة.
وطلبت متعة الجسد وصرّمت ليالي الشباب أفكر فيها وأضعت أيامه في البحث عن مكانها، وكنت في سكرة الفتوة الأولى لا أكاد أفكر إلا فيها ولا أحن إلاّ إليها، أقرأ من القصص ما يتحدث عنها ومن الشعر ما يشير إليها. ثم كبرت سني وزاد علمي، فذهبت السكرة وصحّت الفكرة، فرأيت أن صاحب الشهوة الذي يسلك إليها كل سبيل كالعطشان الذي يشرب من ماء البحر وكلما ازداد شرباً ازداد عطشاً، ووجدت أن مَن لا يرويه الحلال يقنع به ويصبر عليه لا يرويه الحرام ولو وصل به إلى نساء الأرض جميعاً.
ثم ولّى الشباب بأحلامه وأوهامه، وفترت الرغبة ومات الطلب، فاسترحت وأرحت.
* * *
وقعدت أرى الناس، أسأل: علامَ يركضون؟ وإلامَ يسعون؟ وما ثَمّ إلاّ السراب!
هل تعرفون السراب؟ إنّ الذي يسلك الصحراء يراه من بعيد كأنّه عينٌ من الماءِ الزّلال تحدّقُ صافية في عينِ الشّمس، فإذا كدّ الرِّكاب وحثّ الصِّحابَ ليبلغه لم يلقَ إلاّ التراب.
هذه هي ملذّات الحياة؛ إنّها لا تلذّ إلاّ من بعيد.
يتمنّى الفقير المال، يحسب أنّه إذا أعطي عشرة آلاف ليرة فقد حيزت له الدّنيا، فإذا أعطيها فصارت في يده لم يجد لها تلك اللّذة التي كان يتصوّرها وطمع في مئة الألف … إنّه يحسّ الفقر بها وهي في يده كما يحسّ الفقر إليها يوم كانت يده خلاءً منها، ولو نال مئة الألف لطلب المليون، ولو كان لابن آدم واديًا من ذهب لابتغى له ثانيًا، ولا يملأ عينَ ابن آدم إلاّ التراب.
والشاعر العاشق يملأ الدنيا قصائد تسيل من الرّقة وتفيض بالشّعور، يعلن أنّه لا يريد من الحبيبة إلاّ لذّة النظر ومتعة الحديث، فإذا بلغها لم يجدهما شيئًا وطلب ما وراءهما، ثمّ أراد الزّواج فإذا تمّ له لم يجد فيه ما كان يتخيّل من النعيم، ولذابت صور الخيال تحت شمس الواقع كما يذوب ثلج الشّتاء تحت همس الرّبيع، ولرأى المجنون في ليلى امرأةً كالنساء ما خلق الله النساء من الطين وخلقها (كما كان يُخيّل إليه) من القشطة، ثمّ لَمَلّها وزهد فيها وذهب يجنُّ بغيرها!
ويرى الموظّفُ الصغيرُ الوزيرَ أو الأميرَ ينزل من سيارته فيقف له الجندي وينحني له الناس، فيظن أنّه يجد في الرياسة أو الوزارة مثل ما يتوهّم هو من لذّتها ومتعتها لحرمانه منها، ما يدري أنّ الوزير يتعوّد الوزارة حتّى تصير في عينه كوظيفة الكاتب الصغير في عين صاحبها. أوهام … ولكننا نتعلّق دائمًا بهذه الأوهام!
* * *
وفكرت فيما نلت في هذه الدنيا من لذائذ وما حملت من عناء طالما صبرت النفس على إتيان الطاعة واجتناب المعصية، رأيت الحرام الجميل فكففت النفس عنه على رغبتها فيه، ورأيت الواجب الثقيل حملت فحملت النفس عليه على نفورها منه ، وطالما غلبتني النفس فارتكبت المحرمات وقعدت عن الواجبات، تألمت واستمتعت، فما الذي بقي من هذه المتعة وهذا الألم؟ لا شيء. قد ذهبت المتعة وبقي عقابها وذهب الألم وبقي ثوابه.
ولم أرَ أضلَّ في نفسه ولا أغشَّ للناس ممّن يقول لك: لا تنظر إلاّ إلى الساعة التي أنتَ فيها، فإنَّ ما مضى فاتَ والمؤمّل غيبٌ ولكَ السّاعةُ التي أنتَ فيها .
لا والله؛ ما فات ما مضى ولكن كُتب لك أو عليك، أحصاه الله ونسوه. والآتي غيب كالمشاهَد.
الإنسان مفطورٌ على الطمع … وقد يُعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد، ثمّ تجده يشكو فراغًا في النّفْس وهمًّا خفيًّا في القلب لا يعرف له سببًا، يحسّ أنّ شيئًا ينقصه ولا يدري ما هو، فما الذي ينقصه فهو يبتغي استكماله؟
لقد أجاب على ذلك رجلٌ واحد؛ رجلٌ بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل: مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض فيما بين فرنسا والصين، وكان له مع هذا السلطان الصحة والعلم والشّرف، هو عمر بن عبد العزيز الذي قال: “إنّ لي نفسًا توّاقة، ما أُعطيت شيئًا إلاّ تاقت إلى ما هو أكبر: تمنّت الإمارة، فلمّا أعطيَتها تاقت إلى الخلافة، فلمّا بلغتها تاقت إلى الجنّة”!
هذا ما تطلبه كلّ نفس؛ إنّها تطلب العودة إلى موطنها الأوّل، وهذا ما تحسّ الرغبة الخفيّة أبدًا فيه والحنين إليه والفراغ الموحِش إن لم تجده.
فهل اقتربتُ من هذه الغاية بعدما سرت إليها على طريق العمر اثنتين وخمسين سنة؟
يا أسفي! لقد مضى أكثر العمر وما ادّخرت من الصالحات، ولقد دنا السّفر وما تزوّدتُ ولا استعددت، ولقد قَرُبَ الحصاد وما حرثت ولا زرعت، وسمعت المواعظ ورأيت العِبَر فما اتّعظت ولا اعتبرت، وآن أوانُ التوبة فأجّلت وسوّفت. 

.. من نبض قلبي المتواضع 
محبكم/سعد محمد آل قصود ..