توجد
أربعة أبعاد أساسية يتم على أساسها تمايز التعليم في الفصول الدراسية هي كما بالشكل التالي :
ويمكن شرح كل بعد من الأبعاد الأربعة وذلك كما يلي :
التقييم
القبلي هو الخطوة الأولى والأهم في التعليم المتمايز ، ويُنظر إليه على أنه أداة
أكثر من كونه اختبار ، ويحدد المستوى الحالي للتلاميذ ، والهدف منه إيجاد الأداة
التي تمنح المعلم صورة واضحة عن مستوى التلميذ ، ومراعاة ذلك في تخطيطك للتدريس.
كما يُفيد التقييم القبلي في تحديد الجوانب التي يتقنها التلميذ ، بحيث لا يتم
تضمينها في المحتوى المقدم له في الدرس الحالي ، وقد يأتي التقييم القبلي في صورة
ألغاز أو ألعاب أو مناقشات أو أي أنشطة أخري تطلب من التلميذ الإجابة عن بعض
الأسئلة التي ستستخدم في تقييم أدائه في نهاية الدرس ، وقد يهدف التقييم القبلي إلى
الكشف عن تفضيلات التعلم لدى التلاميذ ، وعلى هذا سيكون المعلم من خلال مرحلة
التقييم القبلي قادرا على تحديد الآلية التي يكون بها التلميذ مستمتعا في موقف
التعلم.
المحتوى هو ما يتم تدريسه ، وكل التلاميذ
يتعلمون نفس المحتوى ، ولكن يمكن تمايز المحتوى كميا وكيفيا ، وذلك من خلال إعداد
صياغات متنوعة للمحتوي وفق احتياجات التلاميذ، فمن
الممكن أن يكون هناك تلاميذ ليس لديهم أيه خلفية سابقة عن المحتوى ، ومن الممكن أن
يكون هناك تلاميذ لديهم إتقان جزئي عن المحتوى ، ومن الممكن أن يكون هناك تلاميذ لديهم
أفكار سابقة خاطئة عن المحتوى ، وبعض التلاميذ من الممكن أن يظهرون إتقان تام
للمحتوى قبل بدء الدرس ، ولذلك على المعلم أن يُمايز المحتوي من خلال تصميم أنشطة
تغطى المستويات المختلفة لتصنيف بلوم للأهداف ، بحيث يستطيع التلاميذ الذين ليس لديهم أيه خلفية سابقة عن المحتوى إنجاز
المهام وفق المستوى الأدنى لتصنيف بلوم : "المعرفة ـــ الفهم ـــ التطبيق
" ، ويستطيع التلاميذ الذين لديهم
إتقان جزئي عن المحتوى إنجاز المهام وفق المستوى المتوسط لتصنيف بلوم : "التطبيق
ـــ التحليل "، ويستطيع التلاميذ الذين
يظهرون إتقان تام للمحتوى قبل بدء الدرس إنجاز مهام وفق المستوى الأعلى
لتصنيف بلوم : "التركيب ـــ التقويم "، وعندما يُمايز المعلم المحتوي
يكون قد وفق بين ما يرغب التلاميذ في تعلمه وبين ما سيقومون به للوصول إلى المعرفة
والفهم والمهارات المتضمنة في الدرس.
وعلى
ذلك المعلمون في تمايز المحتوى لا يُمايزون بين التلاميذ في الأهداف ، ولا يطلبون
مستويات تعلم أقل من بعض التلاميذ. ولكنهم يستخدمون نصوص بصياغات متنوعة ، وروايات
قصيرة، وقصص حسب مستوى القراءة لكل تلميذ ، وعلى المعلم تكوين مجموعات مرنة وعلى
التلميذ الانضمام إلى المجموعة المناسبة له ، كالانضمام لمجموعة الاستماع لكتاب
مسجل على شريط ، أو مجموعة تصفح مواقع الانترنت ، كما تُتاح للتلميذ حرية الاختيار
للعمل منفردا أو في ثنائيات أو في مجموعة ، ولكن على جميع التلاميذ العمل لتحقيق
نفس الأهداف والوصول لنفس مستويات التعلم.
تشتمل الإستراتيجية الكيفية التي نُدرس بها،
والكيفية التي يتعلم بها التلميذ ، والكيفية التي تُمكن التلميذ من فهم واستيعاب
الحقائق والمفاهيم والمهارات ، بحيث تُتاح للتلاميذ فرصة التعلم وفق الطريقة
الأسهل لهم في اكتساب المعرفة ، أو بتلك التي تعظم فرص تعلمهم ، فقد يفضل بعض
التلاميذ القراءة عن الموضوع ، أو الاستماع عن الموضوع ، أو استعراض وحدات التعلم Learning objects المرتبطة بالموضوع.
واستنادا على نتائج التقييم القبلي فإنه على المعلم أن يصمم أنشطة ومواد تعليمية
تناسب احتياجات التلاميذ وتفضيلات تعلمهم، واهتماماتهم ، ومستوى المعرفة السابقة
لديهم ، ومن المهم في الفصول المتمايزة إتاحة الفرصة لبعض التلاميذ للعمل انفراديا
، إذا كان هذا هو الأفضل لانجاز المهام وتحقيق التعلم.
المُنتج
هو الطريقة التي يعرض بها التلاميذ ما تعلموه للتدليل على التمكن
من المحتوى ، وذلك من خلال الاختبارات ، والتقييمات، والمشاريع ،
والتقارير ، وعلى المعلمين تكليف التلاميذ باستكمال الأنشطة التي تؤكد إتقانهم
للمفاهيم ، وبالطرق المفضلة لهم، من خلال كتابة تقرير ، أو كتابة أغنية على
المحتوى ، أو بناء 3 وحدات تعلم Learning Object تظهر تمكنه من المفاهيم
المتضمنة في الدرس. وعندما يتبنى المعلم مبدأ التمايز حسب المنتج فإنه يمنح التلاميذ
طرق متنوعة لعرض ما تعلموه في الدرس ، ويتم تقييم المنتج من خلال بطاقات الملاحظة أو
من خلال بطاقات تقييم المنتج النهائي.
إعداد
د. حسين محمد أحمد عبد الباسط
كلية التربية بقنا - جامعة جنوب الوادي