الخميس، يونيو 16، 2011

سفينة النجاة

عندما أشرقت شمس ذلك اليوم حمل الشباب حقائبهم وأمتعتهم وبدأوا بالركض نحو السفينة ليلحقوا بها قبل فوات الأوان ،وقدّر الله لهمً بركوب السفينة وكان العدد المقدر لركوب السفينة خمسةً وعشرين رجلاً خلا أنه تخلف ستةً منهم ظناًً منهم أنهم لن يدركوها وكان العدد الذي قدر له باللحاق تسعة عشر وكانوا من مختلف المناطق وهم من خيرة ركاب السفينة....
تحركت السفينة باتجاه الجنوب ووفقاً لبوصلة القبطان نحو جامعة جازان بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر وكان جميع من فيها مستمتعين بكل ما تحويه السفينة من الأدوات والإنجازات والمشرفين عليها، وكان لربان السفينة الدور الأكبر في توجيه الدفة يمنةًً ويسرة ما جعل السفينة تسير وفق خطةٍ مدروسةٍ ومنظمة لتحدوا بهم إلى بر الأمان .
 بدأ الحديث ما اسمك يا أخي ؟ أنا محمد وأنت ؟ أحمد .....أهلاً بك ومرحباً بقدومك .
 ركب الجميع السفينة ليخوضوا غمار الحياة وسط بحرٍ متلاطم الأمواج ...أخذ الشباب يتسابقون في اصطياد الدرر واليواقيت من قاع البحر لكنها درر من نوعٍ فريد !!!
اليوم شيء وغداً مثله             من نخب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمةً          وإنما السيل اجتماع النقط
كانت الرحلة العجيبة قد استغرقت ما يقارب 107 يوماً تقريباً .
وشاء الله أن يقدر لهم النجاة ،وعندما وصلت بهم السفينة الى الشاطئ الآخر سئل الركاب كيف صبرتم على طول المدة ؟ فأجاب الركاب إنها قليلة في نظرنا فلم ننتهي من حديثنا بعد ،وكأنها طيف يسير كلمح البصر ولم تكتحل الأعين بعد برؤية الأصحاب .
وماذا استفدتم في رحلتكم هذه ؟
استفدنا الكثير والكثير ويكفي قول الله عزّ وجل : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) . سورة الحجرات .
أما مشكاة النبوة فقد علمنا حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ،ومنهم رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ) .
واستفدنا فهماً للزمان ،فما هو كما قيل إلا دقائق وثوان :
دقات قلب المرء قائلة له         إن الحياة دقائق وثوان
ليت شعري كم هو صعب أمر الوداع ؟ فهو أمر عظيم ،تهراق له دموع المحبين وتتفطر له قلوب المخلصين وكأن الجسد الواحد ،قد تناثر إلى أشلاء متفرقة عبر هذا العالم الفسيح ،لكن لهم قلب واحد مازال ينبض بقوةٍ واعتقاد ( إنما المؤمنون إخوة ) .
أخي الحبيب : لا تتردد في يوم من الأيام أن تدعو لأستاذك ولأخيك بالتوفيق والسداد أو تعطر أذنك النقية بسماع صوته الندي وطبعه الأريحي ،ولا يخفى عن علمك الجم ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منه ائتلف وما تناكر منها اختلف ) .
أخي الحبيب : استشعر مسؤوليتك وواجبك تجاه ربك ودينك وأمتك فلا تبخل بنشر علم وتزكيته واعلم أنك ستسأل عه يوم القيامة .
ختاماً لا أقول وداعاً ولكن إلى لقاءٍ قريب بإذن الله، ومن هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي !  فهل  من مشمر  ؟.

محبكم / محمد بن عبدالله صاحب

هناك تعليق واحد:

عبدالله آل حمود يقول...

مقال جميل اخ محمد وفغلا مرت الايام بلمح البصر . قابلنا دكاترة اجلاء لن نفيهم حقهم على مامنحونا اياه من علم ومعرفة ومعاملة راقية.
وتعرفنا على اخوة افاضل نسأل الله لنا ولهم التوفيق
محبكم عبدالله آل حمود