دراسة الدرس Lesson Study المدخل الأفضل لتحقيق التنمية المهنية لدى المعلمين وأعضاء هيئة التدريس
بدأ استخدام استراتيجية دراسة الدرس Lesson Study كقاعدة شعبية تقودها حركة المعلمين في اليابان منذ حوالي 50 عاما ، مستندة على أفكار العالم الأمريكي جون ديوي ، وقد تبنت اليابان أفكار جون ديوي من أجل وضع أنفسهم في تنمية مهنية متطورة دائماً ، وقد لاقت استراتيجية دراسة الدرس اهتماماً في الولايات المتحدة بناء على النتائج التي كشفت عنها المسابقة الدولية الثالثة للرياضيات والعلوم (TIMSS) والتي أظهرت الارتفاع الملحوظ في أداء الطلاب في الرياضيات والعلوم بالدول الأسيوية.
ويُنظر لفكرة استخدام استراتيجية دراسة الدرس على نطاق واسع في اليابان باعتبارها أهم برامج التنمية المهنية ، ويرجع لإستراتيجية دراسة الدرس الفضل في النجاح الكبير لتحسين الممارسات التدريسية في الفصول الدراسية اليابانية .
وقد حقق استخدام استراتيجية دراسة الدرس نجاحاً لافتاً خلال العشرين سنة الماضية ، وتمثل ذلك في التحسن في ممارسات المعلمين التدريسية من ناحية وتعزيز التعاون فيما بينهم من ناحية أخرى.
وقد أصبحت في الوقت الراهن استراتيجية دراسة الدرس مدرسة تعليمية لها جمعياتها المتخصصة ومؤتمراتها الدورية ومواقعها الخاصة على الانترنت ، وتعد الولايات المتحدة من أكثر الدول تبنياً لإستراتيجية دراسة الدرس في برامج إعداد وتكوين المعلم.
وتُمكن استراتيجية دراسة الدرس المعلمين من: تحديد التحديات التي تواجههم في التدريس , التشاور والبحث واستخدام تجاربهم الشخصية في اقتراح حلول مناسبة لمواجهة هذه التحديات , العمل معاً كفريق لتخطيط الدرس ؛ مراقبة الدرس الذي يُدرس لرصد تعلم الطلاب ؛ تلخيص الدرس ؛مراجعته الدرس وإعادة تدريسه ؛ تبادل المستندات والإجراءات اليومية لتدريس الدرس فيما بينهم.
ويشير اليابانيون إلى أن من الأشياء المهمة في استخدام استراتيجية دراسة الدرس أنك تدرب عينيك على رؤية كيف يتعلم التلاميذ داخل الصف الدراسيي.
وتُمكن استراتيجية دراسة الدرس المهتمين بالتنمية المهنية من نقل الممارسات التدريسية من التدريس كعملية كلامية إلى التدريس للفهم .
ونظراً لأن عملية تنفيذ دراسة الدرس تنطوي في ثناياها على أخذ ملاحظات دقيقة ، وتسجيل لقطات فيديو عن تخطيط وتنفيذ الدروس ، ومناقشات قوية تُعقد بعد الدرس ، لذا فإن هذه الجهود المبذولة في تسجيل ما حدث وما تم ملاحظته وما تم تعلمه في الدرس تجعل من تدريب المعلمين من خلال هذه الإستراتيجية أفضل بكثير من أي استراتيجية تدريبية أخرى ، حيث أنهم لا يبدأ معهم من الصفر ولكن يستطيع جميع المعلمين المشاركين في دراسة الدرس أو المشاركين في مراقبته أخذ الخطط المعدلة الناتجة عن دراسة الدرس كنقطة بداية قوية لهم في تنفيذ الدروس بفصولهم الدراسية .
وعند العمل في استراتيجية دراسة الدرس ، يضع المعلمون معا خطة مفصلة لأحد الدروس التى سيقوم أحد المعلمين بتنفيذها فعلياً داخل حجرة الصف بينما يراقب باقى أعضاء المجموعة تنفيذ هذا الدرس. ثم تأتي بعد ذلك هذه المجموعة لمناقشة ملاحظاتهم في الدرس . في كثير من الأحيان ، فإن مجموعة تقوم بتنقيح الدرس ، ثم يقوم مدرس آخر بتنفيذ نفس الدرس في حجرة صف آخر ، وتراقب أيضا باقي أعضاء المجموعة هذا التنفيذ . ثم يخرج الفريق من جديد لمناقشة الملاحظات التعليمية . وأخيرا، فإن المعلمين يقومون بإعداد تقرير عن الذي تعلموه من خلال دراستهم لهذا الدرس ، لا سيما فيما يتعلق بالأسئلة والاستفسارات التي تدور في أذهانهم عن أحد الأهداف التدريسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق